أضرار الشاشات على الأطفال وطرق الوقاية منها
06 فبراير 2025, 02:20 م
06 فبراير 2025, 02:20 م
هل فكرت يومًا في أضرار الشاشات على الأطفال؟
الشاشات أصبحت جزءًا لا مفر منه في حياة الأطفال، سواء كانت للمذاكرة، اللعب، أو حتى لمتابعة المحتوى الترفيهي.
وبينما نحاول جميعًا التكيف مع هذا التطور التكنولوجي، تظل الأسئلة قائمة حول كيفية تأثير هذه الشاشات على عيونهم، وأجسادهم، وحتى عقولهم، ورغم الفوائد العديدة التي تقدمها، إلا أن الإفراط في استخدامها يخلق تحديات كبيرة لا يمكن تجاهلها.
ومن ثم، نتناول في هذا المقال الأضرار المحتملة عند إفراط الأطفال في استخدام الشاشات، وكيفية الحد منها بشكل عملي.
الشاشات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة أطفالنا!
هذه هي حقيقة واضحة، فنحن نعيش في عصر لا يمر فيه يوم دون أن يواجه الطفل شاشة ما، سواء كانت هاتفًا محمولًا أو جهاز تابلت أو تلفاز.
وعلى الرغم من فوائد هذه التقنيات، فإننا بدأنا نلاحظ آثارها السلبية على صحة الأطفال بشكل جلي، ومن أبرز تلك الآثار نجد:
عند الحديث عن أضرار الشاشات على الأطفال نجد أن عيون أطفالنا تتعرض الآن لإرهاق غير مسبوق، فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يسبب إجهادًا كبيرًا للعينين.
في البداية يشعر الطفل ببعض التعب، ثم يتبعه صداع مستمر، وفي بعض الأحيان تتطور الحالة لتصبح مشكلة صحية مستمرة إذا لم يتم الحد من استخدام الشاشات.
في الواقع، أصبح من المعتاد أن نجد طفلًا في سن العاشرة يرتدي نظارة طبية بسبب إدمان الشاشات، وهو أمر لم يكن يحدث بهذه السرعة في الماضي.
فهل سيتحمل أطفالنا هذه الساعات الطويلة أمام الشاشات؟ هل ستكون عيونهم هي الثمن؟
كلما زادت ساعات الجلوس أمام الشاشات، قل الوقت المخصص للنشاط البدني، فالأطفال الذين يلتصقون بشاشاتهم يتجنبون الأنشطة التي كانت جزءًا من طفولة الأجيال السابقة.
وهذا لا يتوقف عند الجلوس فقط، بل يمتد ليشمل تزايد مشاكل الوزن، فزيادة الوزن باتت أحد النتائج الحتمية لهذا السلوك، إذ تساهم الساعات الطويلة أمام الشاشات في قلة الحركة وزيادة الدهون في الجسم، وهذه المشكلة هي واحدة من أبرز أضرار الشاشات على الأطفال.
لا ننكر أن الشاشات قد قربت المسافات بيننا وبين العالم، لكن ماذا عن الأطفال؟ أصبحوا الآن أكثر عزلة من أي وقت مضى.
الجلوس أمام الشاشات يقلل من فرص التفاعل الحقيقي مع الآخرين، وتكون النتيجة قلة التواصل الاجتماعي، بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
ربما لم نتوقع أن تكون الشاشات السبب المباشر في تعزيز السلوك العدواني عند الأطفال، لكن الدراسات تشير إلى العكس.
فالأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً في مشاهدة محتوى عنيف على الشاشات يميلون إلى التصرف بعنف في الواقع، ورغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكن حجمها أصبح أكبر في ظل الانفتاح الكبير على الإنترنت.
لا شك أن الشاشات تهيمن على وقت الأطفال بشكل متزايد، ولكن هل نعلم ماذا يحدث لعقولهم أثناء ذلك؟
التعليم يتطلب تركيزًا عميقًا وانتباهًا متواصلًا، وهما شيئان يتأثران بشكل كبير باستخدام الشاشات. فهل يمكن لطفل أن يحقق النجاح الأكاديمي في عالم مليء بالمشتتات؟
استكمالًا للحديث عن أضرار الشاشات على الأطفال نجد أن الطفل الذي يقضي ساعات طويلة أمام شاشة يتعرض بشكل مباشر لتأثيرات سلبية على قدرته على التركيز.
فالانتقال المستمر بين التطبيقات والألعاب يعيق قدرة الدماغ على الاستمرار في عملية واحدة لفترة طويلة، وما يحدث هو أن الدماغ يبدأ في التكيف مع هذا التدفق المستمر من المعلومات، ويصبح أقل قدرة على التركيز على المهام التي تتطلب تفكيرًا عميقًا، فتبدأ مشكلات مثل نقص الانتباه في الظهور تدريجيًا.
بينما ينشغل الأطفال بالشاشات، يتقلص الوقت المخصص للتعلم الفعلي والأنشطة التي تنمي مهاراتهم الحياتية.
فبدلًا من ممارسة الأنشطة الذهنية أو القراءة أو التعلم بالأساليب التفاعلية، يتفوق العالم الافتراضي ليغرق الأطفال في ألعاب ووسائط لا تعزز التفكير النقدي أو التطور المعرفي، والوقت الذي يُفترض أن يُستثمر في تعليم حقيقي يتحول إلى وقت ضائع أمام شاشة تأخذهم بعيدًا عن المحتوى الدراسي الفعلي.
مع تزايد استخدام الأطفال للأجهزة الذكية، بات النوم واحدًا من أكثر الجوانب المتضررة. تلك العادة الضرورية لاستعادة نشاط الجسم والدماغ أصبحت مهددة بسبب الشاشات التي لا تتوقف عن إغراء الأطفال، ويندرج ذلك ضمن أبرز أضرار الشاشات على الأطفال.
فالضوء الأزرق المنبعث من الهواتف والأجهزة الذكية يقلل من إفراز هرمون "الميلاتونين" الذي يساعد على النوم.
ومع استمرار الطفل في التحديق في الشاشة قبل النوم، يتأثر نمط النوم بشكل سلبي، مما يجعل من الصعب عليه أن يخلد للنوم بسرعة أو أن يحصل على قسط كافٍ من الراحة.
والنتيجة هي نوم متقطع وغير مريح يسبب شعور بالتعب خلال اليوم التالي.
يمكننا أن نخطو خطوات مهمة نحو تقليل الأضرار التي قد تنجم عن استخدامها المفرط، ومن أبرزها:
في زمن الإنترنت المفتوح، أصبحت محتويات الشاشات أكثر تنوعًا مما كنا نتخيل، لكن هل فكرت يومًا فيما يشاهده طفلك أمام الشاشة؟
إذا كنت تتجاهل هذا الأمر، فأنت تدعو المشاكل إلى منزلك، فمتابعة المحتوى ليست رفاهية، بل ضرورة.
فالطفل الذي يشاهد محتوى غير مناسب قد يتأثر به نفسيًا، ويبدأ في محاكاة السلوكيات التي لا تناسب عمره.
فهل نريد أن نترك أطفالنا يضيعون في بحر من المعلومات المشوشة، ونستسلم لأضرار الشاشات على الأطفال؟
إذا كانت الشاشات سلاحًا ذا حدين، فالتحكم في استخدامها هو المفتاح، بمعنى أن تحديد أوقات معينة لاستخدام الشاشات يساهم بشكل كبير في الحد من التأثيرات السلبية.
ودورك هنا هو تعليم الأطفال كيف يوازنون بين الأنشطة المختلفة في حياتهم، مثل القراءة، والمذاكرة، واللعب على الشاشات، والنوم.
الحوار هو الحل!
إذا لم نتحدث مع أطفالنا عن الأضرار المحتملة للشاشات، فلا ننتظر منهم أن يدركوا ذلك بأنفسهم، فالنصائح المستمرة، خاصة إذا كانت بشكل غير مباشر، ستجعلهم أكثر وعيًا بتأثيرات هذه الأجهزة على حياتهم.
فنصيحة بسيطة مثل "خذ استراحة من الشاشة الآن" كفيلة بتقليل أضرار الشاشات على الأطفال، وتغيير سلوكهم في المستقبل.
ماذا لو استطعنا تحويل الشاشات من أداة للضرر إلى أداة للمنفعة؟
من الصعب أن نتصور حياة الأطفال دون وجود الشاشات في محيطهم، ولكن يمكننا أن نستخدمها كأداة فعالة لتعلم مهارات جديدة مثل البرمجة.
فالبرمجة أصبحت واحدة من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الأطفال في عصر التكنولوجيا، ومع تقدم الأدوات التعليمية الخاصة بالبرمجة، يمكن للأطفال الآن تعلم أساسيات البرمجة باستخدام الشاشات بطريقة ممتعة وآمنة.
قد يبدو للبعض أن البرمجة أمر معقد يتطلب الكثير من الجهد، لكن الواقع أنه يمكن للأطفال تعلمها بطريقة سهلة وممتعة عبر مراحل تدريجية ومتدرجة، وهنا يأتي دور "ميجامايندز أكاديمي" التي تقدم برامج تعليمية مصممة خصيصًا للأطفال، لتعليمهم البرمجة باستخدام تقنيات مبتكرة.
فالأكاديمية تستخدم أساليب تفاعلية تشجع على التفكير النقدي وحل المشكلات، مما يساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم التقنية بطريقة مرحة ومحفزة.
ومع تزايد اعتمادنا على الشاشات، لماذا لا نستغل هذا الواقع لصالح أطفالنا ونوجههم لاستخدام هذه الأدوات بطريقة بناءة بدلًا من فتح المزيد من الأبواب لأضرار الشاشات على الأطفال؟
وأخيرًا، لا يمكننا الهروب من واقع الشاشات، فهي جزء من الحياة اليومية لأطفالنا، لكن الأمر ليس معقدًا إذا قررنا أن نكون أكثر وعيًا لتقليل أضرار الشاشات على الأطفال، فالأمر يعتمد على كيفية استخدامنا لهذه الأدوات وكيف نوجه أطفالنا نحو استخدام أكثر إيجابية.
وإذا كنت ولي أمر، فلا تنتظر حتى فوات الأوان! ابدأ اليوم، وراقب، ووجه، وازرع في أطفالك العادات الصحيحة، واحرص على استغلال أوقاتهم على الشاشات في تعلم مهارات جديدة مثل البرمجة، ونحن في "ميجامايندز أكاديمي" موجودون لمساعدتهم في تلك الخطوة.
تواصل معنا الآن واحجز مقعد طفلك.