whatsapp
كيفية اكتشاف شغف طفلك بالبرمجة من خلال أنشطته اليومية

كيفية اكتشاف شغف طفلك بالبرمجة من خلال أنشطته اليومية

31 مايو 2025, 06:43 م

الأم لا تنتظر تصفيقًا؛ هي تراقب، وتفهم، وتفرح بصمت حين ترى بداخل صغيرها ما لا يراه الآخرون.

ربما رأيتِه وهو يعيد ترتيب مكعبات اللعبة مرارًا، أو يسأل أسئلة لا تنتهي عن كيف يعمل هذا الزر، وكيف يتحرك هذا العنصر في اللعبة. 

ربما لاحظتِ أنه يفكّر عند اللعب، ويُحلّل، ويُعيد التشكيل، ويصنع قواعده الخاصة. عندها، تشعرين بشيء في قلبك يتحرك: "هل هذه مجرد هواية؟ أم أن في داخله شغف حقيقي؟ هل هذه مجرد لعبة؟ أم بداية حُلم؟"

الأم وحدها من تملك هذا الحدس؛ تلك القدرة الفريدة على رؤية التفاصيل الصغيرة التي تمر على الجميع، لكنها تراها كإشارات من قلب ابنها، وهنا يأتي دوركِ، لتُنيري له الطريق، وتساعديه على اكتشاف إن كان هذا العالم يناديه بصوت لا يسمعه أحد سواكِ.

وفي هذا المقال، نوضح لكِ كيفية اكتشاف شغف طفلك بالبرمجة من خلال أنشطته اليومية، لأن الشغف يبدأ في البيت، تحت عينكِ.

علامات شغف الطفل بالبرمجة في أنشطته اليومية

علامات شغف الطفل بالبرمجة في أنشطته اليومية.png 28.7 KB

في قلب كل أم قدرة خفية على التقاط الإشارات. أنتِ لا تحتاجين إلى اختبارات معقّدة أو تقارير تحليلية لتشعري أن ابنك مميز في شيء ما؛ فقط راقبيه، بهدوء في تفاصيله الصغيرة، فهناك علامات قد تبدو عادية، لكنها في الحقيقة تفتح لكِ أبوابًا إلى عالم اهتماماته العميقة، وعلى رأسها البرمجة.

ومن أبرز تلك العلامات: 

حب الألعاب التي تعتمد على المنطق والتخطيط

هل لاحظتِ أن طفلك لا ينجذب للألعاب العشوائية التي تعتمد فقط على الضغط السريع أو الحركة، ويفضّل تلك التي تطلب منه التفكير قبل اتخاذ القرار؟ ألعاب فيها متاهات، وقواعد، ومسارات واضحة تحتاج إلى حساب الخطوة القادمة. 

هنا، نحن أمام طفل يُحب بناء النمط، والسيطرة على النظام، وهذا أول ملمح من ملامح المبرمج الناشئ.

فهذه الرغبة في السيطرة على التسلسل المنطقي، حتى في ألعابه، تعني أن لديه انجذابًا فطريًا لفهم كيف تُبنى الأشياء، وليس فقط كيف تُستخدم.

فضول لا يهدأ تجاه التكنولوجيا

حين تسألكِ: "كيف يعمل هذا الموبايل؟"، أو "لماذا لا تعمل تلك اللعبة؟" فاعلمي أن هذا توق شديد لفهم المنظومات، لا الاكتفاء باستخدامها، ومثل هذا الطفل لا يرضى بالسطح، بل يغوص ليرى كيف تسير التروس من الداخل.

وهذا النوع من الأسئلة -وإن بدت مزعجة أحيانًا- هو بوابة ذهبية لشغف البرمجة، لأن البرمجة هي ببساطة فن معرفة كيف يعمل كل شيء.

محاولات لتعديل القواعد أو كسرها

الطفل الذي يبدأ في تغيير ترتيب مراحل اللعبة، هو طفل لا يكتفي بتلقّي الواقع، بل يسعى لإعادة تشكيله، وهنا لا نتحدث عن عناد، لكن عن خيال يُحاول السيطرة على التجربة.

فالبرمجة تقوم تمامًا على كتابة قواعد اللعبة، والطفل الذي يريد تعديل التجربة هو طفل يحمل في داخله روح المبرمج، حتى وإن لم يكتب سطر كود واحد بعد.

متعة في حل المشكلات، لا ضيق منها

بعض الأطفال، عند مواجهة مشكلة، يغضبون، ويبتعدون. لكن الموهوبين بالبرمجة يتعاملون معها على أنها تحدٍ، وهذه الرغبة في إصلاح الأمور،وفهم الخطأ، والمحاولة مرة واثنين وثلاثة، هي واحدة من أقوى العلامات على الشغف الداخلي.

الاهتمام بتعديل أو ابتكار قصص الألعاب

في لحظة ما، قد تجدينه يتحدث عن لعبة كأنها ملكه، يغيّر قصتها، يعيد رسم سيناريو الأحداث، ويُضيف شخصية جديدة من خياله.

يُظهر هذا النوع من التفكير الإبداعي المتقاطع مع النظام جانبًا مميزًا جدًا، فهو لا يكتفي بأن يعيش القصة، بل يريد أن يكون كاتبها. 

وهذا ما تتيحه البرمجة تمامًا، فهي تُمكّنه من تحويل أفكاره السردية إلى ألعاب حقيقية، بشخصيات وأحداث من وحي خياله.

كيف تدعمين شغف طفلك بالبرمجة؟

شغف الطفل يحتاج إلى عين ترى، وقلب يؤمن، ويد لا تتراجع حين يتعثّر. وإذا كنتِ قد رأيتِ في ابنك لمحات حبّ البرمجة، فهذا وحده يكفي لتبدئي الرحلة معه.

ليس عليكِ أن تكوني مبرمجة لتدعميه، ولا أن تفهمي كل الأدوات والمنصات. كل ما تحتاجينه هو أن تؤمني أن في داخله بذرة، وأن دورك أن تسقيها، ومن أبرز ما يمكنك فعله هنا: 

تقديم الأدوات المناسبة له

ابدئي بما هو بسيط. امنحيه تطبيقات تفاعلية، وألعابًا تحفّز المنطق، أو برامج مثل Scratch، التي تمنح الأطفال متعة الإبداع دون تعقيد. 

اجعلي "الكود" جزءًا من وقت اللعب، لا من جدول المهام، فشغف الطفل يحتاج أن ينمو بحرية دون ضغط الأداء أو المثالية.

اقرئي أيضًا: أكثر من 10 منصات تعلم البرمجة مجانًا للأطفال

مشاركة طفلك التجربة 

لا تترددي في أن تقولي له: "لا أفهم تمامًا ما تفعله، لكنني أود أن أتعلمه معك."

هذه العبارة، رغم بساطتها، تصنع أثرًا عظيمًا، فهي تمنحه الإحساس بأهمية ما يفعل فحسب، وتغرس فيه شعورًا عميقًا بالاحتواء، بأن ما يُثير شغفه محلّ تقدير واهتمام من أقرب الناس إليه، حتى وإن لم تمتلكي الخبرة الكافية فيه.

شاركيه في مشاهدة مقاطع تعليمية، واختاري معه مشروعًا صغيرًا، أو اجلسي بقربه بينما يشرح لك خطواته.

اقرئي أيضًا: أهمية مشاركة الأمهات في تعلم البرمجة مع أطفالهن

تخصيص وقت منتظم للتجريب والتعلم

في زحمة اليوم، قد يبدو وقت البرمجة رفاهية. لكن الحقيقة أنه وقت ثمين، لأنه يعزّز الثقة، والتحليل، والتعبير الإبداعي. 

خصّصي له وقتًا، حتى لو كان 30 دقيقة أسبوعيًا. واجعلي هذا الوقت مقدّسًا، لا يُلغى إلا للضرورة القصوى، فالطفل يشعر بأهمية الشيء من طريقة تعاملنا معه، فإن رأى أنكِ تقدّرين هذا الوقت، سيشعر أن ما يفعله يستحق.

الاحتفال بالنتائج الصغيرة كما لو كانت انتصارات عظيمة

البرمجة لا تقدّم نتائج ضخمة في البداية، فمجرد أن يعمل الكود دون خطأ، أو أن يتحرك كائن في اللعبة، هو حدث كبير لطفلك. لا تقللي منه، واحتفلي بفعله، لأنه في هذه اللحظة، تُغرس بداخله قيمة الإنجاز.

"ميجاميندز أكاديمي": حيث يبدأ الشغف رحلته الصحيحة

الشغف وحده لا يكفي، فلا بد أن يجد طريقًا، ومرشدًا، وبيئة تؤمن به!

إن لاحظتِ في طفلك علامات الاهتمام بالبرمجة، فلا تتركي هذا الشغف يضيع بين العشوائية أو المحتوى غير المناسب. 

ففي "ميجاميندز"، نُؤمن أن كل طفل يمكنه أن يبرمج إذا ما وُضِع في المسار الصحيح، وتعلّم باللغة التي تناسب عمره، وضمن بيئة تُحفّزه.

لذا نُقدّم مسارات تعليمية مصمّمة خصيصًا لمختلف الأعمار بدءًا من 6 سنوات، وكل ذلك بأسلوب ممتع، تفاعلي، وآمن.

فنحن نرافق طفلك خطوة بخطوة، ليبني ثقة، ومنطقًا، وطريقة تفكير جديدة.

وأخيرًا، البرمجة هي طريقة يرى بها الطفل العالم، ووسيلة يصنع بها عالَمًا جديدًا على مقاس خياله. وشغفه بها لا يبدأ من كتاب أو دورة تعليمية، بل من نظرة أمٍّ فهمت، وجملة قيلت في الوقت المناسب.

أنتِ، دون أن تشعري، قد تكونين المفتاح الأول لكل هذا، فوجودكِ هو ما يمنحه الأمان ليتجرأ، والثقة ليُجرّب، والعزم ليُكمِل. لا تنتظري أن يُقال لكِ "أحسنتِ"، فأنتِ تكتبين إنجازكِ كل يوم، حين تلاحظين علامة صغيرة في تصرفاته، فتقرّرين أن تضيئيها بدل أن تُهمليها.

ابنكِ يحتاج فقط أن تمشي بجانبه حين يكتشفه بنفسه، وهذا وحده كافٍ، وإن أردتِ أن تحوّلي هذه الشرارة إلى مسار واضح وآمن، فإن "ميجاميندز أكاديمي" هنا من أجل ذلك.

تواصلي معنا اليوم، ودعينا نساعدك على تحويل حب طفلك للبرمجة إلى رحلة تعليمية ملهمة تبدأ من البيت، وتمتد إلى المستقبل.

التالي السابق