whatsapp

من الأكواد إلى الأرباح: رحلة بنيامين أحمد في عالم البرمجة

01 Jun 2025, 11:36 pm

في أحد أحياء لندن، كان بنيامين أحمد يحفر لنفسه طريقًا غير مألوف في عالم البرمجة والأصول الرقمية، إذ انطلق يكتشف أكواد الحاسوب كما لو كانت ألغازًا مسلية، ووجد في كل سطر برمجي لعبة جديدة.

وبينما كان أقرانه يهتمون بتجميع الألعاب، كان هو يصنعها، وفي هذا المقال، نروي لك بعض فصول قصة بنيامين أحمد، وكيف بدأ رحلته في سنٍ مبكرة، وماذا يمكن أن يتعلّمه الآباء من هذه التجربة الملهمة.

البداية من خلف الشاشة

في سن الخامسة، بينما كان كثير من الأطفال يتعلّمون تهجئة كلماتهم الأولى، كان بنيامين أحمد يتعلّم كيف يكتب أوامر برمجية على شاشة حاسوب. 

كان ذلك نتيجة مباشرة لتوجيه والده -مطور ويب يعمل في مجال الخدمات المالية- الذي قرّر أن يزرع في طفله حب التكنولوجيا منذ الصغر.

اختار الأب أن يبدأ بتعليم ابنه لغتي HTML وCSS الأساسيتين في بناء صفحات الويب، ورغم صعوبة المفاهيم على طفل في هذا العمر، إلا أن بنيامين أبدى قدرة سريعة على الفهم والتجربة. 

استمرت رحلة التعلم التي لم تكن مجرد تمضية وقت، وبحلول سن السابعة، كان بنيامين قد تعلّم JavaScript التي تعد واحدة من أكثر لغات البرمجة استخدامًا على الإنترنت، مما أتاح له البدء في بناء مشاريع بسيطة بنفسه. 

وقتها، لم يكن يعرف إلى أين سيقوده هذا الطريق، لكن كان واضحًا أنه استمتع بكل خطوة فيه.

اقرأ أيضًا: فوائد تعلم البرمجة في سن مبكر: استثمار ذكي لعقل الطفل

حيتان غريبة، وثروة رقمية غير متوقعة

في عطلة مدرسية هادئة، جلس بنيامين أحمد -الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره- ليعمل على مشروع رقمي غير مألوف، وهو عبارة عن سلسلة من الأعمال الفنية الرقمية التي أطلق عليها اسم Weird Whales. 

كانت الفكرة ببساطة هي توليد مجموعة من الصور الحاسوبية بأسلوب فن البيكسل، تضم كل منها حوتًا بشخصية مختلفة، باستخدام كود برمجي كتبه بنفسه.

المثير هنا لم يكن فقط أنه أنشأ 3350 صورة رقمية مميزة، بل أنه حوّلها إلى رموز غير قابلة للاستبدال (NFTs)، أي أصول رقمية قائمة على تقنية البلوكتشين، يتم تداولها بشفافية وتُحفظ لها حقوق الملكية الرقمية. 

كانت هذه التقنية جديدة نسبيًا حتى على كثير من البالغين وقتها، لكن بنيامين استوعب آليتها وتفاعل معها بثقة مبرمج متمرّس.

لم يستغرق بنيامين سوى بضعة أيام حتى باع المجموعة بالكامل، محققًا ما يزيد عن 300 ألف دولار أمريكي، واحتفظ بالأرباح داخل محفظة رقمية مشفّرة، لأنه لم يكن يمتلك حسابًا بنكيًا تقليديًا بعد.

وقد قال في مقابلة مع BBC: "في البداية، لم أكن أتوقع أن تنجح بهذه الصورة. كنت أعتقد فقط أنها ستكون تجربة تعليمية أخرى."

لكنه اكتشف لاحقًا أن الناس يرون قيمة في ما أنجزه، لأنه قدّم مشروعًا حقيقيًا يجمع بين الفن والبرمجة والاقتصاد الرقمي.

اقرأ أيضًا: أكثر من 10 منصات تعلم البرمجة مجانًا للأطفال

شغف دون ضغط ولا إجبار

رغم كل ما حققه من نجاح في عالم العملات الرقمية والبرمجة، لم يكن بنيامين أحمد طفلًا مدفوعًا بجشع الربح، ولا مأخوذًا بأضواء الشهرة، فكان يرى البرمجة ببساطة كنوع من اللعب، لعبة تحتاج إلى منطق، وخيال، وصبر، ففي مقابلاته، كان يتحدث بلغة الهواية والفضول، لا بلغة الأعمال.

وحين سُئل عن نصيحته للأطفال الآخرين، قال شيئًا لافتًا: "نصيحتي للأطفال الذين يرغبون في دخول هذا المجال، هي ألا تجبر نفسك على البرمجة"

الرسالة هنا عن الشغف الأصيل، فبنيامين وجد في البرمجة متعة خالصة، ووالده من جانبه قدّم له البيئة.

هذا النوع من التربية، الذي يُوفّر الفرصة دون أن يُقيّدها، هو ما فتح أمام بنيامين المسار ليصنع شيئًا مختلفًاـ إذ كان من الممكن أن تمر هذه المهارة دون أن تُلاحظ، أو تُهدر في بيئة لا تحتفي بالتجريب، أو تُشوّه بالضغط والتسابق المحموم. لكن في حالة بنيامين، اجتمعت الرغبة والفرصة في اللحظة المناسبة.

اقرأ أيضًا: كيفية تقييم تقدم طفلك في تعلم البرمجة

دروس للآباء | ما بعد قصة بنيامين

قصة بنيامين أحمد ليست مجرد إنجاز رقمي لطفل موهوب، فهي دعوة مفتوحة لكل ولي أمر لإعادة التفكير في معنى التعلم، وفي الكيفية التي نرعى بها شغف أبنائنا.

لقد أظهر بنيامين أن الإبداع لا يحتاج بالضرورة إلى معامل كبرى أو مدارس خاصة، إذ يكفي أحيانًا جهاز حاسوب في غرفة الطفل، ووالدٌ مهتمّ يفتح له الأبواب ويترك له مساحة التجريب.

وحين نتابع رحلة طفل تعلّم البرمجة وهو لم يتجاوز السابعة، ثم أنشأ مشروعًا رقميًا خاصًا به في الثانية عشرة وحقق به عائدًا يُعدّ حلمًا لكثير من البالغين، لنسأل: ماذا لو كان ابني قادرًا على شيء مماثل؟ هل وفّرت له الأدوات؟ هل شجّعته؟ هل رأيت فضوله؟

في "ميجاميندز أكاديمي"، ندعمك في طريق تعليم البرمجة لطفلك، إذ نُقدم برامج تعليمية متدرجة، تبدأ مع الطفل من سن صغيرة، وتُبنى على أسس منطقية وتفاعلية تناسب عمره واهتماماته. 

وسواء كان يحب الألعاب أو يحب أن يفهم كيف تعمل الأشياء، فنحن هنا لنرافقه بخطوات واثقة نحو عالم البرمجة.

إذ نُدرّب الأطفال على التفكير المنطقي، وفهم كيفية عمل البرمجيات، وتصميم مشاريع صغيرة بأيديهم، مع التركيز على جعل التعلّم ممتعًا وغير ممل أو معقّد.

تواصل معنا، وامنح طفلك فرصة لدخول بوابة المستقبل من خلال تعلم البرمجة.

Previous