كيفية تقييم تقدم طفلك في تعلم البرمجة
31 May 2025, 06:35 pm
31 May 2025, 06:35 pm
التقدّم الحقيقي لا يُقاس بالسرعة، بل بالاتجاه، فكثيرون يركضون في مكانهم، دون أن يدروا.
حين تنظرين إلى طفلك وهو جالس أمام الحاسوب، تتحرّك يداه بثقة، يبتسم أحيانًا، ويعبس أحيانًا، فربما يقول لكِ: "انتهيت من الكود" أو "صنعت لعبة جديدة" فتبتسمين وتقولين: "أحسنت" لكن يراودك سؤال داخلي لا يغادر: هل يتقدّم فعلًا؟ هل يتعلّم؟ أم يتسلّى؟ هل يسير في الطريق الصحيح، أم نحتاج لتعديل المسار؟
في عالم تعلّم البرمجة، لا يظهر التقدّم فورًا، فلا يوجد دفتر درجات، ولا شهادات أسبوعية، ولا معلم يصحّح باللون الأحمر، بل هناك طريق طويل، مليء بالمحاولات، والأخطاء، والأسئلة الغامضة، والنجاحات الصغيرة التي تمرّ أحيانًا دون أن نلاحظها.
وهنا يأتي دوركِ كأم تراقب وتفهم، وتلاحظ وتقيّم، وتدفع حين يتوقف، وتحتفل حين يتقدّم، وفي هذا المقال، نمشي معًا في رحلة تقييم حقيقية دقيقة، وعملية، فلنبدأ.
لا يمكنك الحكم على الزهرة من شكل البذرة، ولا على الشجرة من أول غصن. كل شيء ينمو بطريقته، ويزدهر في وقته، فقبل أن تسألي: "هل تقدّم طفلي بما فيه الكفاية؟" يجب أن تفهمي أولًا ما "الكفاية"، وما هي المراحل الطبيعية لتعلّم البرمجة عند الأطفال، فلا يمكننا تقييم طفل على أساس مستوى لا يفترض به الوصول إليه بعد. الأمر يشبه أن نحكم على طفل يتعلّم الحروف لأنه لا يكتب رواية!
فالبرمجة هي رحلة تتكوّن من مراحل مترابطة، وكل مرحلة تبني التي تليها.
هنا يبدأ الطفل بفهم أبجديات البرمجة، وهي كلمات -مثل التسلسل، والشروط، والحلقات- تبدو له في البداية كما بدت لنا المعادلات الرياضية في الطفولة؛ غريبة لكنها مع الوقت تصبح مألوفة.
في هذه المرحلة، لا تبحثي عن مشاريع مبهرة، بل راقبي إن كان طفلك:
دعينا نخبرك هنا أن فهم الأساس هو القاعدة الذهبية، ودونها نجد أن كل ما فوقها سينهار.
الطفل الآن يبدأ بكتابة أكواد فعلية، أو باستخدام أدوات برمجة مرئية مثل Scratch. قد يصمّم لعبة بسيطة، أو يجعل عنصرًا ما يتحرك عند الضغط، أو يُنشئ قصة تفاعلية.
هنا تظهر ملامح شخصيته التقنية:
تحتاج الأم في هذه المرحلة لمراقبة السلوك لتعرف هل طفلك يفكر كمبرمج أم لا، وهل يظهر عليه التركيز، والاستكشاف، وعدم الخوف من الخطأ؟ فهذه علامات مهمة أكثر من نتيجة المشروع نفسه.
مع الوقت، يبدأ الطفل في الانتقال من اتباع التعليمات إلى إنشاء أفكاره الخاصة. يقول: "ماذا لو أضفت عنصرًا ثانيًا؟" أو "عايز اللعبة تبدأ بمؤثر صوتي"
هذا هو التحوّل الحقيقي.
هنا يجب أن تلاحظي:
في هذه المرحلة، يبدأ الطفل رحلته نحو أن يكون "صانعًا" في العالم الرقمي.
اقرئي أيضًا: أكثر من 10 منصات تعلم البرمجة مجانًا للأطفال
التقدّم لا يأتي أحيانًا في شكل قفزات، بل في خطوات صغيرة بالكاد نلاحظها، لكنّها تتراكم، وتصنع الفارق.
وبعد أن عرفتِ المراحل، يأتي السؤال الأهم؛ كيف تعرفين أن طفلك يسير في الاتجاه الصحيح؟ الحقيقة أن البرمجة لا تعطيكِ درجات واضحة ولا إشارات فورية، لكن هناك علامات خفية تظهر على سلوك الطفل، وطريقته في التفكير، وتفاعله مع التحديات، ومن أبرزها نجد:
في البداية، يكون تعلّم البرمجة لطفلك أشبه بدخول غرفة مظلمة؛ كل شيء يبدو غريبًا، والاعتماد على الأم أو المعلم يكون ضروريًا في كل خطوة. لكن بمرور الوقت، تظهر تلك اللمحة السحرية التي تُخبرك أن طفلك بدأ يرى النور من تلقاء نفسه.
حين يبدأ الطفل في فتح منصة التعليم دون أن تطلبي منه، وعيناه تلمعان بالحماس، فهذه هي رغبة في الاكتشاف،والتحدّي، والاستقلال.
الاستقلالية لا تعني أنه لم يعد بحاجة إليكِ، بل تعني أنه بدأ يستخدمكِ كداعم، لا كعكاز. هو لا يأتي ليسأل عن كل سطر كود، بل يحاول أولًا، ويخطئ، ويراجع، ثم يسأل، لا ليستسلم، بل ليكمل الطريق.
وهذا الفارق الدقيق هو جوهر النمو العقلي في البرمجة؛ أن يعرف الطفل كيف يقف قليلًا قبل أن يطلب يد العون.
فتخيّلي أن يدخل الطفل إلى غرفته، ويفتح الحاسوب، ويتنقّل بين المشاريع القديمة، يتفحّص كودًا كتبه الأسبوع الماضي، يكتشف خطأ صغيرًا، ويحاول تعديله، ويبتسم حين يعمل، ولم يخبر أحدًا بشيء.
الطفل المستقل برمجيًا لا يحتاج مراقبة دائمة، لأنه بدأ يشعر أن المشروع مشروعه هو، وأن كل سطر كود يكتبه هو بصمة خاصة به. وما أجمل أن ترى أمٌ طفلها يسير بخطى ثابتة، لا لأنها علّمته كل شيء، بل لأنها علمته كيف يتعلّم.
عندما يُقرّر الطفل أن يخرج عن النصّ، أن لا يكتفي بتطبيق ما تعلّمه حرفيًا، فاعلمي أن البرمجة لم تعد "درسًا" في نظره، بل أصبحت أداة تعبير.
لم يعد يتعامل معها كواجب مدرسي، بل كفرشاة رسم أو قلم يكتب به أفكاره، فهو لم يُطلَب منه التغيير لكنه غيّر، ولم يُطلب منه الإضافة لكنه أضاف، وهنا تكمن أولى بذور الإبداع.
راقبي طريقته في تعديل المشاريع الجاهزة التي تقدّمها المنصة التعليمية. هل يغيّر الشكل؟ يضيف حركة؟ يضع فكرة لم يتعلمها بعد؟ لا يهم إن كان التغيير بسيطًا، المهم أن الفكرة خرجت منه. هو الآن لم يعد ينفّذ، بل يعيد التشكيل، ويبني شيئًا خاصًا به، وهذا هو الإبداع.
فالإبداع في البرمجة هو لحظة يقرّر فيها الطفل أن يتجاوز حدود التعليمات، وأن يقول بلغته البرمجية: "هذا المشروع يعبر عني." ومع كل تعديل، او فكرة جديدة، أو تجربة مجنونة قد لا تعمل، يكبر الطفل كمفكّر، وصاحب رؤية.
في بداية تعلم البرمجة، قد يغضب طفلك عندما لا يعمل الكود كما يريد. ويعبس، ويترك الحاسوب، لكن راقبي جيدًا. في لحظة ما، سيبدأ شيء مختلف.
لن يغلق الجهاز فورًا، بل سيعود خطوة للوراء، يتفحّص، ويغيّر رقمًا صغيرًا، ويجرب من جديد. وإن لم ينجح، سيبحث على الإنترنت أو يسألك. هنا بالتحديد، وفي هذا السلوك الهادئ المُتأمل، يظهر نضجه البرمجي.
أن يفهم الطفل أن الأخطاء ليست فشلًا، بل إشارة إلى أن هناك شيئًا لم يُفهم بعد، وهو تحول داخلي عظيم. كأن البرمجة تساعده على أن يتعلم كيف يكون صبورًا، ودقيقًا، ومتمهلًا.
ولا تستهيني بهذه المهارة، لأنها ستمتدّ خارج شاشة الحاسوب، فالطفل الذي يتعلّم كيف يواجه خطأ برمجي دون أن ينكسر، سيكون هو نفسه الطفل الذي لا ينهار عندما يُخطئ في الامتحان، أو يُخفق في تجربة، أو يُواجه رفضًا.
اقرئي أيضًا: أسهل لغات البرمجة للأطفال لتنمية مهاراتهم الرقمية
عندما يبدأ الطفل في شرح ما قام به -سواء لكِ، أو لأخيه الصغير، أو حتى لصديقه- هذلك هو قمة الفهم، لأن من يشرح، هو من فهم حقًا، فهذا النوع من التعبير يعني أن الطفل تجاوز مرحلة "المستخدم"، وأصبح في منطقة "الواعي بما يصنع"، وأصبح يعي لماذا يطبّق.
من الجدير بالذكر أيضًا أن الشرح للغير دليل على الثقة، وأن البرمجة صارت شيئًا يفتخر به، ويتحمس لمشاركته.
أن يبدأ طفلك في طرح الأسئلة قبل أن تطرحيها أنتِ، فاعلمي أنكِ أمام لحظة نادرة؛ لحظة انتقل فيها التعلم من واجب إلى شغف، فالطفل الذي يبادِر، ويبحث، ويجرّب بنفسه، لم يعد يتعلّم من الخارج فقط، بل صار يتعلّم من داخله.
وهذه هي نقطة تحوّل ضخمة، لأن هذا النوع من الفضول إذا رعيته سيصير عادة ذهنية تلازمه طوال حياته.
الموهبة قد تلمحينها بعينيك، لكن التقدّم يحتاج إلى عدسة مكبرة، وصبر طويل!
والأم الذكية تحتاج إلى أدوات، وعلامات واضحة تُعينها على قياس ما لا يُقاس بسهولة، لأن تعلّم البرمجة، كما تعلمين، ليس له شهادة أسبوعية أو تقرير درجات من المدرسة. لكن التقدّم يحدث ببطء، وهدوء، ويتسلل في التصرفات الصغيرة، وطريقة التفكير، ونظرة الطفل للكود.
وهنا يأتي دور الأدوات العملية التي تساعدك في مراقبة هذا التقدّم دون أن تضغطي على طفلك أو تحوّلي البرمجة إلى اختبار ثقيل، ومنها:
انظري إلى المشاريع التي ينفذها طفلك من حيث الفكرة، هل بدأ يربط ما تعلمه في الدروس بشيء جديد؟ هل يجرّب أن يخلق لعبة من خياله؟ هل يشعر بالانتماء لما صنعه، وكأن المشروع قطعة منه؟
فالمشاريع هي اختبار طبيعي للمعرفة، وفيها يظهر الفهم العميق، والتفكير المستقل، والمهارة في التنظيم، وكل مشروع جديد تراقبينه هو صفحة جديدة تُسجل فيها رحلته البرمجية.
أنتِ لا تحتاجين إلى جدول تقييم معقّد؛ فقط خصصي مفكرة صغيرة، ودوّني ملاحظات عابرة: "اليوم لاحظت أنه فتح الكود القديم وعدّل عليه"، "سألني عن فكرة مشروع"، "غضب عندما حدث كذا".
هذه الملاحظات هي كنزك الحقيقي، فهي تكشف لكِ نمطًا، وتُريكِ مسارًا، وتساعدك على إدراك التغيّر حتى لو بدا بطيئًا في عينك.
من وقت لآخر، يمكنك طرح أسئلة بسيطة على طفلك بطريقة عفوية، فهذه الاختبارات الصغيرة تساعدك على معرفة ما إذا كان طفلك يفهم المفاهيم، أم يحفظ الخطوات.
الفارق بين الفهم والحفظ كبير، ومعرفة مكانه بالضبط سيساعدك في دعم المسار الصحيح، لكن تذكري دائمًا أن هذه الأسئلة ليست للتقييم الصارم، بل للمشاركة، وإشعال حوار فكري بينك وبين طفلك.
وراء كل طفل واثق بنفسه يد أم لم تدفعه فقط للأمام، بل سارت بجانبه، خطوة بخطوة، والبرمجة -رغم كونها مهارة تقنية- تحتاج إلى مناخ إنساني دافئ. وهذا المناخ يبدأ من البيت؛ من تلك الجلسة اليومية التي تجمعكِ بطفلك، ومن ابتسامتكِ حين ينجح، وصبركِ حين يتعثّر.
ومن ثم، فمن المهم أن تحرصي على:
كل مرة تقولين فيها لطفلك "أنت مميز"، "فكرتك ذكية"، "أنا فخورة بك" فإنكِ تبنين داخله طبقة جديدة من الثقة.
هذا التشجيع ضرورة، لأن الطفل الذي يشعر أن أحدًا يؤمن به، يبذل أكثر، يتحمّل أكثر، ولا ينهار مع أول عقبة.
والتشجيع لا يكون فقط عند النجاح، بل في منتصف المحاولة، وعند الوقوف بعد السقوط، وعند الإصرار رغم التكرار.
لا يكفي أن تسأليه: "ماذا فعلت اليوم؟" بل اجلسي بجانبه، وشاركيه حتى إن لم تفهمي كل شيء، فإن اهتمامك وحده يعني له الكثير. قولي: "علّمني كيف فعلت كذا"، أو "هل تحب أن أساعدك؟"، فهذا التفاعل يحوّل البرمجة من عمل فردي إلى نشاط عائلي، فيه دعم، وضحك، ومشاركة حقيقية.
طفلك يحتاج إلى بيئة مُشجعة؛ مكان هادئ، ووقت مخصص، واتصال جيد بالإنترنت. وفوق كل هذا، يحتاج إلى أن يشعر أن البيت يعترف بأهمية ما يفعله.
اجعلي طفلك يرى أن مجهوداته مقدّرة، وأن هناك من يهتم بما يصنعه على الشاشة الصغيرة.
وتوفير البيئة الداعمة يعني الأجواء النفسية؛ راحة، واستقرار، وأمان، وكل ذلك، أنتِ وحدك القادرة على منحه.
تعلم البرمجة للأطفال، رغم أنه يبدو أحيانًا ممتعًا وسلسًا، إلا أنه في جوهره رحلة شاقة، ليست لكون البرمجة صعبة في ذاتها، بل لأنها تستفز العقل، وتجبره على التفكير المنطقي، والمحاولة والخطأ، والإصرار رغم التعقيد.
وهذه أمور ليست سهلة حتى على الكبار، فكيف على عقل طفل ما زال في طور التكوين؟
سيأتي يوم تشعرين فيه أن طفلك متوتر لأنه لا يفهم لماذا لا يعمل الكود، أو قد يفقد الحماسة، ويتجه إلى شيء أسرع في المكافأة كالألعاب الإلكترونية.
وهنا يكون التحدي في مزاج الطفل، وثقته بنفسه، وفي قدرتك كأم على احتواء الإحباط وتوجيهه بلطف.
دورك في هذه المرحلة ألا تُشعريه أن الخطأ فشل، وتدعيه يعرف أنكِ ترين كل محاولة على أنها خطوة إلى الأمام، حتى وإن لم تُنتج نتيجة فورية.
فحين يخبرك أن الكود لا يعمل، لا تُسرعي لتصحيحه له، بل قولي: "تعالَ نكتشف سويًا أين المشكلة." قد لا تعرفين الحل، لكنك تقدمين له دعمًا نفسيًا يُعيد له ثقته بأنه ليس وحده.
أما الإنجازات، فلا تستهيني بها، حتى لو كانت مجرد جعل عنصر يتحرك عند الضغط على زر، فهذه اللحظات البسيطة هي التي تزرع بداخله حبًا لما يتعلّمه، وتبني داخله الحافز للاستمرار رغم أي صعوبة.
أحيانًا، لا تكون المشكلة في الطريق، بل في أن نسير فيه وحدنا، وقد تصلين في لحظة إلى نقطة تسألين فيها نفسك: "هل هذا التقدّم طبيعي؟ أم أن طفلي متعثر؟" ربما تلاحظين أنه يحاول لكنه لا يتجاوز مستوى معين، أو تكتشفين أن حماسه خفت، لا لأنه ملّ، بل لأنه يحتاج من يفهمه، ويرشده، ويأخذ بيده بطريقة تناسبه.
هنا يأتي دور الدعم الخارجي، لا كبديل لدورك، بل كامتداد له.
وفي "ميجاميندز"، نحن نفهم تمامًا ما تمرّين به، ونعرف أنكِ تريدين الأفضل لطفلك، لكنكِ لا تملكين دائمًا الأدوات التقنية أو الوقت أو الخبرة لتقدّمي له كل ما يحتاجه.
ولهذا صممنا في الأكاديمية مسارات تعليمية خاصة، تبدأ من الصفر مع طفلك بداية من عمر ست سنوات، وفي كل مسار، هناك محتوى بسيط وسهل الفهم، ومدربين متخصصين، ومشاريع عملية تبني ثقة الطفل في نفسه، وتجعله يتعلّم دون أن يشعر بالملل أو الضغط.
فإن شعرتِ يومًا أن طفلك يحتاج دفعة، أو أنكما تحتاجان إلى من يرسم لكما الطريق بوضوح، فنحن هنا كرفيق رحلتكما في عالم البرمجة.
وأخيرًا، رحلة تعلّم البرمجة لطفلكِ هي بناء طريقة تفكير، وثقة بالنفس، وعلاقة صحية بالتكنولوجيا، وأنتِ في قلب هذه الرحلة، تمهّدين الطريق، وتمنحين الأمان، وتزرعين الحافز.
وتقييم التقدّم هو فنّ في الملاحظة، والاستماع، والاحتواء، ومع كل خطوة يخطوها طفلك، حتى وإن بدت صغيرة تذكّري أنكِ كنتِ هناك، تدفعينه بلطف، وتشجّعينه بحب، وتؤمنين به حتى حين يتردد.
وإن وقفتِ في منتصف الطريق تتساءلين: "هل يسير طفلي في الاتجاه الصحيح؟"، فاعلمي أننا هنا لأجل طفلك، ففي "ميجاميندز" نسير مع طفلك، خطوة بخطوة، بصبرٍ وفهم، ويد تعرف كيف تحتضن الرحلة.
تواصلي معنا اليوم، واعرفي أكثر عن المسارات التعليمية المُجهزة خصيصًا للأطفال.