رحلة محمد حمزة شهزاد مع البرمجة والاعتراف العالمي
28 May 2025, 11:42 pm
28 May 2025, 11:42 pm
ليس من المعتاد أن يُذكر اسم طفل في مجال يتطلب خبرة الكبار، لكن "محمد حمزة شهزاد" كسر هذه القاعدة، فكان يخوض اختبارات تقنية معقّدة، ويحصل على شهادات تضعه بين المحترفين في عمرٍ لم يكن يُنتظر منه أكثر من اللعب والتعلّم الأساسي،
لم تكن قصة "محمد" ضربة حظ، فهي مسار صاعد مفعم الطموح، والدعم، وفي هذا المقال، نأخذ في رحلة نتابع فيها بدايته المبكرة، وكيف أصبح أحد أصغر المبرمجين المعتمدين في العالم، والتأثير الذي تركه إنجازه على من حوله.
في أحد أحياء مدينة "هاندزورث" البريطانية، بدأت ملامح قصة "محمد حمزة شهزاد" في الظهور داخل بيته، فلم يكن المكان مختلفًا عن باقي البيوت، لكن ما ميّزه حقًا هو طريقة تفكير والديه.
يعمل والد "محمد" في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويمتلك خلفية قوية في البرمجة والأنظمة، ولم يرَ في ابنه مجرد طفل، بل مشروعًا واعدًا يمكن توجيهه من وقت مبكر، خاصة وأن "محمد" أبدى اهتمامًا ملحوظًا بالحاسوب منذ سن صغيرة.
من هنا بدأ الأب يفكر بجدية في أن يمنح ابنه فرصة تعليم مختلفة. لم ينتظر حتى يكبر، بل سجّله في برنامج تدريبي تابع لشركة "مايكروسوفت"، معتمدًا على خلفيته في المجال وقدرته على توجيه ابنه خطوة بخطوة.
وفي سن السادسة، تمكّن محمد من اجتياز اختبار رسمي لشهادة Microsoft Certified Professional، محققًا 757 نقطة من أصل 1000، متجاوزًا الحد المطلوب للنجاح.
وبعد مرور عام على هذا الإنجاز، توج "محمد" كـأصغر مبرمج على مستوى العالم. والأكيد أن ذلك لم يكن صدفة، بل نتيجة دعم مباشر، وبيئة منزلية وفّرت له ما يحتاجه من توجيه، في الوقت المناسب.
اقرأ أيضًا: أكثر من 10 منصات تعلم البرمجة مجانًا للأطفال
في السابعة من عمره، لم يعد محمد حمزة شهزاد مجرد طفل نال شهادة احتراف من مايكروسوفت، بل أصبح حديث الصحافة البريطانية ومحلّ تقدير المؤسسات التقنية. ظهرت أخباره في وسائل الإعلام بوصفه "أصغر مبرمج مؤهل في العالم"، وبدأ اسمه يتردد بوصفه حالة استثنائية تستحق المتابعة.
وقد أصدرت مايكروسوفت تصريحًا على لسان أحد ممثليها، جاء فيه أن "محمد" يستطيع بسهولة تطوير تطبيق ويب، كما يمكنه إنشاء تطبيق لسلة تسوق إلكترونية."
تحوّل سريعًا إنجاز "محمد" إلى قصة لافتة لوسائل الإعلام، ففي عامه السابع، تصدّر اسمه عناوين بعض مواقع الأخبار البريطانية، بعد أن وصفته الصحافة بـ"الطفل المعجزة" و"أصغر مبرمج في العالم".
فالصحيفة البريطانية "Metro" خصصت تقريرًا عنه، مشيرة إلى أنه تجاوز اختبارات تقنية معقدة لا يجتازها سوى المتخصصين. كما نُشر عنه تقرير في منصة Medium، التي سلطت الضوء على نشأته، ودور عائلته، وما حققه خلال فترة قصيرة.
لم تكن الشهادة -التي حصل عليها "محمد"- وحدها ما لفت الأنظار، بل ما أظهره من قدرة عملية على استخدام المهارات التي تعلّمها، فلم يكن مايكروسوفت لتُشيد بمهاراته بهذا الشكل لولا أنها رأت أمامها من يمكنه تنفيذ مشاريع برمجية حقيقية، لا الاكتفاء بفهم نظري.
بعد ذلك، بدأ محمد يعمل على مشروع لعبة بسيطة من تصميمه، هدفها أن تُكمل بعد ثلاثين نقرة فقط، كتجربة أولى في فهم آلية بناء الألعاب وتفاعلات المستخدم.
أصبحت قصة "محمد" نموذجًا واقعيًا لما يمكن أن يحدث حين تلتقي الموهبة بالدعم، ويُفسَح للفضول أن يتحوّل إلى معرفة.
والدرس الأهم في هذه التجربة هو أن الاكتشاف المبكر لمواهب الأبناء لا يحتاج دائمًا إلى أدوات خارقة أو بيئة مثالية، بل يحتاج إلى عين تلاحظ، ويد تمتد، ووقت يُمنح.
فوالد محمد لم ينتظر أن تخبره المدرسة بأن ابنه متميز، بل بادر بنفسه، واستثمر معرفته ليضع ابنه على بداية الطريق.
كذلك، أظهرت التجربة أن تعليم المهارات التكنولوجية لم يعد حكرًا على الكبار، فبوجود الأدوات المناسبة والإرشاد الصحيح، يمكن للطفل أن يفهم، ويطبّق، ويُبدع، إن توفّرت له المساحة.
اقرأ أيضًا: 10 ألعاب برمجة للأطفال لتنمية مهارات التفكير والإبداع
حين نفكر في أطفالنا، نفكر في كل أحلامهم الصغيرة التي تنتظر أن تكبر، وفي كل الفرص التي يجب أن نمنحها لهم حتى يزهروا ويحققوا ذاتهم.
وتعليم البرمجة في سن مبكر هو هدية نُقدمها لأطفالنا، لنمنحهم أدوات التفكير والابتكار التي يحتاجونها ليصبحوا صناع مستقبلهم.
في هذا العمر، حين تكون العقول كالصفحات البيضاء، تُزرع بذور البرمجة بطريقة تجعل الطفل يتعلم كيف يفكر، ويبدع، ويحل المشكلات بثقة وشغف، فهي جواز سفر لطفل صغير إلى عالم كبير لا حدود له.
في "ميجاميندز أكاديمي" ندرك هذا جيدًا، إذ نوفر مسارات تعليمية تناسب كل طفل، تراعي الفروق في قدراته واهتماماته، وتحوّل التعلم إلى رحلة ممتعة وملهمة.
هنا، لا نصنع مبرمجين فقط، بل نصنع أبطال المستقبل الذين يمتلكون أدوات النجاح في يدهم.
لذلك، لا تتردد في منح طفلك هذه الفرصة الذهبية، التي تفتح له أبواب المستقبل بشغف وحب. لأن كل طفل يستحق أن يحلم، وأن يصنع من حلمه واقعًا.